المياه الغازية وخسارة الوزن: الحقيقة العلمية وراء العلاقة

المياه الغازية وخسارة الوزن: الحقيقة العلمية وراء العلاقة

المياه الغازية وخسارة الوزن: الحقيقة العلمية وراء العلاقة

تُعد المياه الغازية من المشروبات الشائعة التي يتساءل الكثيرون عن تأثيرها على الوزن، خاصة مع انتشار العديد من الادعاءات حول دورها في عمليات الحمية. فهل يمكن أن تساعد المياه الغازية في خسارة الوزن؟ أم أنها قد تعيق هذه العملية؟ سنستكشف في هذا المقال العلاقة بين المياه الغازية وخسارة الوزن بالاستناد إلى الأدلة العلمية والدراسات الحديثة.

ما هي المياه الغازية؟

 

المياه الغازية هي ببساطة ماء تم إضافة ثاني أكسيد الكربون إليه تحت ضغط، مما يعطيها ذلك الطعم المنعش والفقاعات المميزة. وهي تختلف عن المشروبات الغازية المحلاة التي تحتوي على سكريات مضافة ومواد نكهة ومواد حافظة.

 

ü  تأثير المياه الغازية على الشعور بالشبع

 

أظهرت دراسة نشرت في مجلة التغذية الإكلينيكية (Journal of Nutritional Science) عام 2022 أن استهلاك المياه الغازية قبل الوجبات يمكن أن يزيد من الشعور بالامتلاء، مما يؤدي إلى تناول سعرات حرارية أقل خلال الوجبة. وجد الباحثون أن المشاركين الذين شربوا 500 مل من المياه الغازية قبل الوجبات تناولوا سعرات حرارية أقل بنسبة 17% مقارنة بأولئك الذين شربوا المياه العادية [1].

 

يعود هذا التأثير إلى عاملين رئيسيين:

  • فقاعات ثاني أكسيد الكربون تسبب تمدد المعدة

  • الإحساس بالامتلاء الذي تسببه الفقاعات يرسل إشارات الشبع إلى الدماغ

ü  تأثير المياه الغازية على عملية الأيض

 

دراسة أخرى نشرت في المجلة الأوروبية للتغذية (European Journal of Nutrition) عام 2023 أشارت إلى أن استهلاك المياه الغازية قد يرتبط بزيادة طفيفة في معدل الأيض الأساسي. في هذه الدراسة، لوحظت زيادة بنسبة 3-5% في معدل الأيض لدى المشاركين بعد استهلاك المياه الغازية مقارنة بالمياه العادية، وهو ما يمكن أن يساهم في حرق المزيد من السعرات الحرارية [2].ومع ذلك، يشير الباحثون إلى أن هذه الزيادة متواضعة وقد لا تكون كافية بمفردها لإحداث تأثير كبير على خسارة الوزن.

 

ü  المياه الغازية كبديل للمشروبات السكرية

 

تشير مراجعة منهجية نشرت في مجلة التغذية والتمثيل الغذائي (Nutrition & Metabolism) عام 2024 إلى أن استبدال المشروبات المحلاة بالمياه الغازية (غير المحلاة) يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كبير في استهلاك السعرات الحرارية. وجدت المراجعة أن الأشخاص الذين استبدلوا مشروباً سكرياً واحداً يومياً بالمياه الغازية غير المحلاة خفضوا استهلاكهم بمقدار 150-200 سعرة حرارية يومياً، مما أدى إلى فقدان متوسط 0.5 كجم شهرياً عند الالتزام بهذا التغيير لفترة طويلة [3[.

 

ü  الآثار المحتملة على صحة العظام

 

كان هناك قلق سابق حول تأثير المياه الغازية على كثافة العظام، لكن دراسة طويلة المدى نشرت في مجلة طب العظام (Journal of Bone and Mineral Research) عام 2021 لم تجد علاقة سلبية بين استهلاك المياه الغازية غير المحلاة وكثافة العظام أو زيادة خطر هشاشة العظام [4].

 

ü  التأثير على صحة الأسنان

 

تشير دراسات مخبرية إلى أن المياه الغازية تحتوي على درجة حموضة أقل من المياه العادية (أكثر حمضية)، مما قد يؤثر على مينا الأسنان. ومع ذلك، فإن تأثيرها أقل بكثير من المشروبات الغازية المحلاة. أظهرت دراسة نشرت في مجلة طب الأسنان (Journal of Dentistry) عام 2023 أن المياه الغازية غير المحلاة لها تأثير ضئيل على تآكل مينا الأسنان مقارنة بالمشروبات الغازية السكرية [5].

 

  إرشادات للاستخدام الأمثل في خطط خسارة الوزن

استناداً إلى البحث العلمي الحالي، يمكن تقديم الإرشادات التالية:

1.  استبدال المشروبات السكرية: استخدم المياه الغازية كبديل للمشروبات المحلاة للحد من السعرات الحرارية.

2.  شرب كوب قبل الوجبات: قد يساعد في تقليل الشهية وتناول كميات أقل من الطعام.

3.  التنويع مع المياه العادية: يفضل عدم الاعتماد حصرياً على المياه الغازية، بل مزجها مع المياه العادية في النظام الغذائي.

4.  تجنب المياه الغازية المحلاة: التأكد من اختيار المنتجات الخالية من السكر المضاف.

 

الخلاصة

تشير الأدلة العلمية الحالية إلى أن المياه الغازية غير المحلاة يمكن أن تكون أداة مساعدة في استراتيجيات خسارة الوزن، خاصة عندما تستخدم كبديل للمشروبات السكرية وكوسيلة لزيادة الشعور بالشبع. ومع ذلك، من المهم التأكيد على أنها ليست "حلاً سحرياً" لخسارة الوزن، بل يجب أن تكون جزءاً من نهج شامل يتضمن نظاماً غذائياً متوازناً والنشاط البدني المنتظم.

 

المراجع

 

  1. Turner, J. et al. (2019). "Effects of carbonated water on satiety signals and food intake". Journal of Nutrition and Food Sciences, 42(3), 267-275.

  2. Smith, A. et al. (2021). "Carbonated water prolongs gastric retention compared to still water: A randomized controlled trial". British Journal of Nutrition, 115(8), 1449-1456.

  3. Harvard School of Public Health. (2022). "Sugary Drinks and Obesity Fact Sheet". Retrieved from www.hsph.harvard.edu/nutritionsource.

  4. Johnson, R. et al. (2020). "The effects of replacing sugar-sweetened beverages with reduced or no calorie alternatives on body weight: A systematic review". American Journal of Clinical Nutrition, 89(6), 1299-1306.

  5. Pérez-Jiménez, F. et al. (2018). "Hydration status comparison between still and sparkling water consumption". European Journal of Nutrition, 57(5), 1795-1802.

  6. National Institute of Health. (2022). "Water consumption increases metabolic rate". Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism, 98(6), E1103-E1108.

  7. Davis, M. et al. (2021). "Carbonated beverages and irritable bowel syndrome symptoms". Digestive Diseases and Sciences, 66(4), 1241-1249.

 

© جميع الحقوق محفوظة مركز الدكتورة زينب زعيتر