الستاتين والتغذية: الاحتياجات الخاصة والتحديات

الستاتين والتغذية: الاحتياجات الخاصة والتحديات

الستاتين والتغذية: الاحتياجات الخاصة والتحديات

يعتبر الستاتين من الأدوية الأكثر شيوعاً في علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم، وهو عنصر أساسي في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. ومع أن هذه الأدوية ذات فعالية عالية، إلا أنها تتطلب اهتماماً خاصاً بالنمط الغذائي للحصول على أفضل النتائج وتجنب التداخلات الدوائية المحتملة. في هذا المقال، نستعرض العلاقة بين الستاتين والتغذية، والاحتياجات الخاصة للأشخاص الذين يتناولون هذا الدواء.

كيف يعمل الستاتين؟

الستاتين (مثل الأتورفاستاتين، الروسوفاستاتين، والسيمفاستاتين) يعمل على تثبيط إنزيم HMG-CoA reductase، وهو الإنزيم المسؤول عن إنتاج الكوليسترول في الكبد [1]. من خلال تقليل إنتاج الكوليسترول في الجسم، يساعد الستاتين على:

  • خفض مستويات الكوليسترول الضار LDL بنسبة تصل إلى 60%

  • رفع مستويات الكوليسترول النافع HDL بشكل طفيف

  • تقليل الدهون الثلاثية في الدم

  • تقليل الالتهابات في جدران الأوعية الدموية

التغذية والستاتين: شراكة صحية

أظهرت الدراسات العلمية أن الجمع بين الستاتين والنظام الغذائي الصحي يعزز فعالية العلاج بشكل كبير. في دراسة نُشرت في مجلة الجمعية الأمريكية للقلب، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون الستاتين ويتبعون نظاماً غذائياً صحياً للقلب انخفضت لديهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 50% مقارنة بمن يعتمدون على الدواء فقط [2].

العناصر الغذائية المهمة لمستخدمي الستاتين:

1.  الألياف الغذائية:

تساعد الألياف القابلة للذوبان في خفض الكوليسترول الضار LDL بشكل طبيعي، مما يعزز تأثير الستاتين. ينصح بتناول 25-30 جرام من الألياف يومياً من مصادر مثل:

  • الشوفان والشعير

  • البقوليات

  • التفاح والحمضيات

  • بذور الكتان والشيا

دراسة في مجلة التغذية الإكلينيكية وجدت أن إضافة 10 جرامات من الألياف القابلة للذوبان يومياً يمكن أن تخفض الكوليسترول الضار بنسبة تصل إلى%  7 [3].

2.  الدهون الصحية:

استبدال الدهون المشبعة بالدهون غير المشبعة الأحادية والمتعددة يمكن أن يعزز تأثير الستاتين. مصادر الدهون الصحية تشمل:

  • زيت الزيتون

  • المكسرات واللوز

  • الأفوكادو

  • الأسماك الدهنية (السلمون، التونة، السردين)

3.  مضادات الأكسدة:

الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة تساعد في تقليل الالتهابات وحماية الأوعية الدموية:

  • الخضروات الملونة (الفلفل، السبانخ، البروكلي)

  • الفواكه (التوت، الرمان، العنب الأحمر)

  • الشاي الأخضر

التحديات الغذائية لمستخدمي الستاتين

1.  التفاعل مع عصير الجريب فروت:

أحد أهم التداخلات الغذائية مع الستاتين يأتي من عصير الجريب فروت، حيث يحتوي على مركبات تثبط إنزيمات في الأمعاء والكبد مسؤولة عن استقلاب الستاتين. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات الدواء في الدم بنسبة تصل إلى % 330 . [4]

توصي الجمعية الأمريكية للقلب بتجنب عصير الجريب فروت أو الجريب فروت نفسه عند تناول بعض أنواع الستاتين، خاصة:

  • سيمفاستاتين (زوكور)

  • أتورفاستاتين (ليبيتور)

  • لوفاستاتين (ميفاكور)

2.  نقص فيتامين Q10:

الستاتين يمكن أن يقلل من مستويات إنزيم (Co-Q10 )كوإنزيم في الجسم، وهو عنصر ضروري لإنتاج الطاقة في العضلات. نقص هذا الإنزيم قد يرتبط بآلام العضلات التي يعاني منها بعض مستخدمي الستاتين [5].

يمكن زيادة مستويات Co-Q10 من خلال:

  • تناول الأطعمة الغنية به مثل اللحوم الحمراء والأسماك والمكسرات

  • استشارة الطبيب حول تناول مكملات Co-Q10 (100-200) ملغ يومياً.

3.  فيتامين د والستاتين:

بعض الدراسات تشير إلى أن مستخدمي الستاتين قد يكونون أكثر عرضة لنقص فيتامين د، وهذا النقص يمكن أن يزيد من آلام العضلات المرتبطة بالستاتين [6].

مصادر فيتامين د تشمل:

  • أشعة الشمس (15-20 دقيقة يومياً)

  • الأسماك الدهنية

  • صفار البيض

  • الأطعمة المدعمة بفيتامين د

الأنظمة الغذائية المناسبة لمستخدمي الستاتين

1.  النظام الغذائي المتوسطي:

أظهرت الدراسات أن النظام الغذائي المتوسطي يعزز فعالية الستاتين في خفض الكوليسترول وتقليل مخاطر أمراض القلب [7]. يتضمن هذا النظام:

  • وفرة من الخضروات والفواكه

  • زيت الزيتون كمصدر رئيسي للدهون

  • البقوليات والمكسرات

  • الأسماك بانتظام

  • تقليل اللحوم الحمراء

2.  نظام DASH الغذائي:

نظام DASH (Dietary Approaches to Stop Hypertension) مصمم أصلاً لخفض ضغط الدم، لكنه مفيد أيضاً لمستخدمي الستاتين حيث يقلل من عوامل الخطر المتعددة لأمراض القلب.

نصائح عملية لمستخدمي الستاتين

1.   تناول الستاتين في الوقت المناسب: معظم أنواع الستاتين يفضل تناولها في المساء، حيث يكون إنتاج الكوليسترول في الجسم في أعلى مستوياته ليلاً.

2.   المراقبة المستمرة: إجراء فحوصات دورية للكبد ومستويات الكوليسترول لتقييم فعالية العلاج.

3.   التواصل مع الطبيب: إبلاغ الطبيب عن أي آثار جانبية مثل آلام العضلات أو الضعف العام.

4.   التزام النشاط البدني: ممارسة التمارين المعتدلة لمدة 150 دقيقة أسبوعياً تعزز من فعالية الستاتين وتحسن صحة القلب.

5.   تجنب الكحول: الإفراط في تناول الكحول قد يزيد من خطر الآثار الجانبية للستاتين على الكبد.

6.   تناول مكملات Co-Q10 200 ملغ يومياً.

خاتمة

الستاتين أداة فعالة في مكافحة ارتفاع الكوليسترول، لكن فعاليته تتضاعف عندما يقترن بنمط غذائي صحي. فهم العلاقة بين الستاتين والتغذية يساعد في تحقيق أقصى استفادة من العلاج مع تقليل الآثار الجانبية المحتملة.

الهدف الأساسي هو تبني نمط حياة صحي متكامل يشمل التغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم، مع الالتزام بتناول الدواء حسب إرشادات الطبيب. هذا النهج المتكامل هو المفتاح لصحة قلب أفضل على المدى الطويل. 

المصادر:

  1. Grundy SM, et al. (2019). 2018 AHA/ACC/AACVPR/AAPA/ABC/ACPM/ADA/AGS/APhA/ASPC/NLA/PCNA Guideline on the Management of Blood Cholesterol. Journal of the American College of Cardiology, 73(24), e285–e350.

  2. Eckel RH, et al. (2014). 2013 AHA/ACC Guideline on Lifestyle Management to Reduce Cardiovascular Risk. Circulation, 129(25 Suppl 2), S76–S99.

  3. Brown L, et al. (1999). Cholesterol-lowering effects of dietary fiber: a meta-analysis. The American Journal of Clinical Nutrition, 69(1), 30–42.

  4. Bailey DG, et al. (2013). Grapefruit–medication interactions: Forbidden fruit or avoidable consequences? Canadian Medical Association Journal, 185(4), 309–316.

  5. Littarru GP, Langsjoen P. (2007). Coenzyme Q10 and statins: Biochemical and clinical implications. Mitochondrion, 7, S168–S174.

  6. Khayznikov M, et al. (2015). Statin intolerance because of myalgia, myositis, myopathy, or myonecrosis can in most cases be safely resolved by vitamin D supplementation. North American Journal of Medical Sciences, 7(3), 86–93.

  7. Estruch R, et al. (2018). Primary Prevention of Cardiovascular Disease with a Mediterranean Diet Supplemented with Extra-Virgin Olive Oil or Nuts. New England Journal of Medicine, 378(25), e34.

© جميع الحقوق محفوظة مركز الدكتورة زينب زعيتر