المكملات الغذائية لصحة القلب: ما يعمل وما لا يعمل
تزداد شهرة المكملات الغذائية يوماً بعد يوم كخيار سهل لدعم صحة القلب والوقاية من أمراضه. كثير من السيدات يلجأن لهذه المنتجات على أمل تقليل الكوليسترول أو حماية الشرايين. لكن هل كل ما يُسوَّق آمن وفعال حقاً؟ وهل يمكن الاعتماد على الأقراص والفيتامينات بديلاً عن الأكل الصحي والحركة؟ إليك ملخصاً علمياً لما أثبتته الدراسات، وما تحذّر منه الأبحاث الطبية.
أولاً: المكملات المفيدة لصحة القلب
1. زيت السمك (أوميغا-3)
زيت السمك، خاصة الأحماض الدهنية EPA وDHA، من أكثر المكملات التي دُرست لعلاقتها بصحة القلب. أظهرت بعض الدراسات أن أوميغا-3 قد تساهم في:
تقليل مستويات الدهون الثلاثية (Triglycerides) [1]
تقليل خطر الإصابة بتصلب الشرايين
دعم صحة القلب بعد الجلطات في بعض الحالات الخاصة
لكن: لم تجد غالبية الأبحاث أن أوميغا-3 تقلل بشكل ملحوظ من خطر الموت بسبب أمراض القلب لدى الأغلبية (ما لم تكن الدهون الثلاثية عالية جداً) [2].
2. الألياف الغذائية
تناول الألياف من الطعام أو على شكل مكملات (مثل السيلليوم أو بذور القطونا) يساعد في خفض الكوليسترول الضار LDL [3]. وهي مكمل آمن وفعال خصوصاً لمن لا يحصل على ما يكفي من الألياف من الطعام.
3. الستيرولات النباتية (Plant Sterols and Stanols)
هذه المكملات قد تُخَفِّض الكوليسترول الضار بنسبة 5-15% عند تناولها بانتظام وخاصة بالتزامن مع النظام الغذائي الصحي [4]
4. إنزيم كيو10 (CoQ10)
مكمل Q10 قد يفيد في تقليل أعراض التعب أو آلام العضلات لدى بعض من يأخذون أدوية الستاتين، وتظهر بعض الأبحاث أنه قد يساعد بشكل طفيف في ضبط الضغط أو دعم صحة القلب، لكن لا يُعتَبر علاجاً رئيسياً للوقاية من الجلطات [5].
ثانياً: مكملات لم تثبت فعاليتها لصحة القلب
1. الفيتامينات المتعددة
الدراسات على مكملات الفيتامينات المتعددة لم تجد دليلاً قوياً على أنها تُقَلِّل من خطر الإصابة بأمراض القلب أو الوفاة منها لدى الأصحاء [6].
2. فيتامين هـ (Vitamin E)
رغم شهرته كمضاد أكسدة، إلا أن عدة دراسات أظهرت أن مكملات فيتامين هـ لا تقلل من خطر أمراض القلب. بل إن تناول جرعات عالية قد يكون ضاراً ويزيد من خطر النزيف [7].
3. فيتامين سي (Vitamin C)
لا توجد أدلة كافية على أن مكملات فيتامين سي تقي أو تعالج أمراض القلب لدى من لا يعانون من نقص واضح فيه.
4. فيتامين د (Vitamin D)
أظهرت مراجعات علمية ضخمة أن فيتامين د ضروري للصحة العامة، لكن إضافته كمكمل لم تُثبت أنها تقلل من مخاطر أمراض القلب ما لم يكن هناك نقص شديد [8].
5. مكملات حمض الفوليك أو فيتامين B6 وB12
تلعب دوراً في تقليل الهوموسيستين (Homocysteine) في الدم الذي يرتبط بأمراض القلب، لكن لم تثبت فائدتها في تقليل معدلات الجلطات أو الوفاة القلبية عندما تُتناوَل وحدها [9].
نصيحة هامة: الغذاء أولاً
جمعية القلب الأمريكية وغيرها من المنظمات الطبية توصي بالتركيز على الغذاء الصحي المتكامل بدل الاعتماد على المكملات إلا في حالات النقص المؤكد أو بعض الأمراض. النظام الغذائي المتوازن – الغني بالخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، الأسماك، الدهون الصحية – هو الأساس في حماية القلب.
متى تُفيد المكملات؟
في حال وجود نقص مثلاً نقص فيتامين د أو B12
للمرضى الذين لديهم خلل وراثي في مستويات الدهون وقد يصعب ضبطها بالغذاء فقط (أوميغا-3 أو الستيرولات)
بدعم أو إشراف الطبيب/أخصائي التغذية للحالات الخاصة (الحمل، الكهولة، بعض أمراض القلب أو الكبد)
نصائح عامة عند تناول المكملات
استشيري الطبيب دائماً قبل البدء بأي مكمل، خاصة إذا كنتِ تتناولين أدوية أخرى
تجنبي الجرعات العالية تلقائياً (خطر السُمية أو التداخل مع أدوية القلب)
راقبي ظهور أي أعراض جانبية جديدة
لا تعتمدي عليها كوسيلة رئيسية للوقاية
المصادر
Rizos EC, et al. "Association Between Omega-3 Fatty Acid Supplementation and Risk of Major Cardiovascular Disease Events". JAMA. 2012;
Brown L, et al. "Cholesterol-lowering effects of dietary fiber: a meta-analysis". Am J Clin Nutr. 1999;
AbuMweis SS, et al. "Plant sterol and stanol supplementation reduces cholesterol absorption and LDL cholesterol levels". J Nutr. 2008;
Littarru GP, et al. "Coenzyme Q10 and cardiovascular diseases". Curr Vasc Pharmacol. 2007;
Kim J, et al. "Multivitamin use and risk of cardiovascular disease". Am J Clin Nutr. 2018;
Vivekananthan DP, et al. "Use of antioxidant vitamins for the prevention of cardiovascular disease: meta-analysis of randomized trials". The Lancet. 2003;
Manson JE, et al. "Vitamin D Supplements and Prevention of Cancer and Cardiovascular Disease". N Engl J Med. 2019;
Martí-Carvajal AJ, et al. "Homocysteine-lowering interventions for preventing cardiovascular events". Cochrane Database Syst Rev. 2017;
برمجة وتصميم الموقع Menacircle
© جميع الحقوق محفوظة مركز الدكتورة زينب زعيتر